ابداع يفوق الخيال ... قصيدة الشاعر الكبير/ عبدالله البردوني

 ماذا عَن القومِ؟! لا عادُوا، ولا وَصَلُوا

 
ولا عَلِمنا بأيِّ الأرضِ قد نَزَلوا
 
هل أحرَزوا النصر؟ أين الريحُ تُخبرنا
 
ما عادت الريحُ بالأخبارِ ترتحلُ
 
زادُوا على تَعَبي خَوفاً ومَسكَنَةً
 
جادُوا عليّ، ألا يا ليتهم بَخِلوا
 
يا سامُ أَسألُ نفسي مَحضَ أسئلةٍ
 
أرجو الجوابَ، ولكن تَبخَلُ الجُملُ
 
يَموت فيها كلامُ الشعرِ في لغتي
 
وفي شفاهِ العذارى تُنحَرُ القُبَلُ
 
ماذا أقولُ لِصنعا حين تسألني
 
عنهم، أَلَم تَدرِ صنعا أنهم ثَمِلُوا؟
 
تبكي وتندب قوماً كلما خرجوا
 
من مَعبرٍ مظلمٍ في مِثلِهِ دَخلوا
 
كأنهم وسْط نارِ الحرب موقدُها
 
في الأرض، ما خُلقوا إلا لِيقتتلوا
 
يا سامُ قُم لترى صنعاءَ منهكةً
 
طغى عليها الفتى الملعونُ والعِللُ
 
تدورُ حولَ مفاهيمٍ مُزيفةٍ
 
كما تَدورُ على العصّارةِ الإبلُ
 
يا سامُ قُم لِتَرى صنعاءَ مُوجَعةً
 
تُبدِي الدموعَ، فَتُبدي صَمتَها الدولُ
 
بكاؤُها اليومَ يُبكي كُلَّ ذي خلدٍ
 
وخلفهُ نفخةٌ يَرمِي بها الأزلُ
 
وأنتَ تَسكن في قبرٍ، وتترك ما
 
بَنيتَ، والأرضُ جرحٌ ليس يندملُ
 
يا سامُ قُم لترى صنعاءَ، إِنَّ بها
 
قوماً يزيدون جوعاً كلما أكلوا
 
ذئبٌ تَذمَّر مِن ظُلم الحياةِ، ومن
 
جَورِ القويِّ وفي أنيابهِ حَملُ
 
لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً
 
ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا
 
شيخٌ يُفتّش في التوراةِ ليس له
 
شغلٌ سوى المدحِ في أمجادِ مَن رحلوا
 
أتى لِيُشبعَ جُوعِي ثم أشبعني
 
مَوتاً، وها أنذا في القبر احتفلُ
 
أتى يُضمّد جرحي ثم وسَّعَهُ
 
نجاسةٍ بلعابِ الكلب تَغتَسِلُ
 
تقولُ صنعا بأن الحظَّ يكرهُها
 
وإن دَنَت مِن سبيلٍ أغلِقت سُبلُ
 
قالت لنا: ذاك ربي، ذاك أكبرُهُم
 
جهلاً بهم، ثم تابَت بعدما أفلوا
 
المشتري بائعٌ، والأرضُ واقفةٌ
 
قل لي لمن تنشد الأشعارَ يا زُحلُ؟
 
هم يَكذبون عليها كلما نَطَقوا:
 
نحن العروبةُ يا صنعا.. ونَحن أُولُو
 
سنَقتل الظلمَ غدراً لا مقارعةً
 
وحين تؤمِنُ صَنعا تَكفُرُ الحِيلُ
 
وحين تَسمعُ ما قالوه يُخجلها
 
سَماعُهُ، والذي قالُوهُ ما خَجلوا
 
يا سامُ قُم لِترى صنعاءَ أغنيةً
 
بغى على لحنِها التقليدُ والمللُ
 
كانت تفوحُ بطِيبٍ ثم حوّلها
 
إلى دُخَانٍ، وأضحى يُضرَبُ المَثلُ
 
الداءُ من جهةٍ، والفقرُ من جهةٍ
 
والشَّرُّ مُنفَتحٌ، والخيرُ مُنقَفِلُ
 
ما للظفائر يا بلقيسُ تأكلها
 
نارٌ بها هذه من تلك تشتعلُ
 
عودي كما كنت أُمّاً كي أعودَ أباً
 
منك البخور ومني البنُّ والعسلُ
 
يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
 
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ
 
لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
 
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ
 
فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
 
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ
 
سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
 
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ

تعليقات

  1. لا شأنَ لي بعليٍّ أو معاويةً

    ولا بمن رفضوا حكماً ومَن قبِلوا

    ردحذف
    الردود
    1. أتى لِيُشبعَ جُوعِي ثم أشبعني

      مَوتاً، وها أنذا في القبر احتفلُ

      أتى يُضمّد جرحي ثم وسَّعَهُ

      نجاسةٍ بلعابِ الكلب تَغتَسِلُ

      تقولُ صنعا بأن الحظَّ يكرهُها

      وإن دَنَت مِن سبيلٍ أغلِقت سُبلُ

      حذف
    2. خيب ظنك يعني

      حذف
  2. القصيده للشاعر انس الحجري

    ردحذف
  3. من أجمل ما قرأت من القصيدة أنها تتحدث عن واقعناء اليوم وكان الشاعر يعيش واقعناء هذا نعم يا صنعاء الم تكون عظيمه ماتنباء بك الشعراء وماشبهك العظماء
    دمتي لتاريخ صرحنا ولا العروبه ايقونتناء

    ردحذف
    الردود
    1. القصيدة للشاعر أنس الحجري وليس للبردوني

      حذف
    2. الشمس لا تحجب هذا اسلوب البردوني في قول الشعر اعرف قصائده بدون ان اسأل عن قائلها

      حذف
    3. 👍👍👍

      حذف
    4. مبدع👍👍

      حذف
  4. هذه ليست للبردوني

    ردحذف
  5. القصيدة للشاعر انس الحجري وليست للبردوني

    ردحذف
  6. رااائعه سلمت اناملك

    ردحذف
  7. القصيده للشاعر انس الحجري في ديوان قمريات بلون اخر .. فمن يقول انها للبردوني علمونا في اي ديوان من اشعار البردوني ولكم جزيل الشكر .

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم/ ابواميرالزريقي 🖋️🖊️🖊️✒️🖍️📝 (( فكره لمشروع وطن )) نظرا لواقع الحال المأساوي لنا كشعوب عربيه جميعنا معشر العرب دون استثناء نعاني من هزائم متتاليه لأكثر من قرن من الزمن سببها حكوماتنا المتعاقبه ومايسمى بالنخب والشخصيات الاجتماعيه بكل تشكيلاتها السياسيه والعسكريه والدينيه والثقافيه وووو.... الخ جميعهااثبتت للتاريخ وتأكد للشعوب يقينا انها مجرد تسميات مستورده وبمعنى آخر علامه تجاريه مسروقه او تم اجبارنا على تداولها تحت مسمى الديمراطيه والعولمه والتحضروالكثير من المسميات الزائفه التي لم نجني منها نحن العرب سوى الواقع المؤلم والبائس المتمثل في ضياع سيادة الاوطان وكرامة المواطن نتيجة تسليمنا رقابنا لحكومات ونخب عميله وخائنه وفاسده ومضلله ولاخير فيها ابدا البته.... ولايليق بنا ولا بالأنسانيه ان نستسلم لهذا الوضع المزري ونحن خير أمة اخرجت للناس... حان الوقت ودقت اجراس التاريخ مدويه ايها العربي كفاك ثورات خادعه ورصاص ...كفاك دمارا ودماءا وقصاص انهض ايها العربي وأستل سيف العلم للمستقبل واغمد جنجر الجهل في الماضي (( ⚖️المشروع والفكره💵 )) بكل بساطه حلم الشعوب العربيه كافه يتمثل بالوصول إلى مايلي:- الاول - وطن مملوك كامل السياده الثاني- مواطن حركامل الإراده ولتحقيق ذلك يجب القطيعه مع الماضي المثقل بالمسميات العديده والعقيمه كالديمقراطيه الزائفه ومكوناتها من احزاب وجماعات وطوائف نتنه وفاسده ودساتير وقوانين عقيمه ومعقده تم تعميمها في الدول الغربيه كأسس للدوله المدنيه الحديثه وبالفعل استفادة الدول الغربيه من تطبيقها وأفادة شعوبها ونجت في ذلك بينما نحن العرب مجرد اغبياء نتابع نجاهم عن بعد ونعيش فشلنا عن كثب وعليه يجب ان نطلق العنان لأفكارنا لرسم المستقبل بخطوط عربيه عريضه وتلوينه بما يناسب طموحنا ويتكيف مع طريقة عيشنا وتضاريس عقولنا الوعره التى آن الأوان أن نعبدها بالعلم والعمل 🚜🚓🚲✈️ المشروع يتمثل في دستور مبسط وغير معقد يحتوي على ١٠ بنود فقط لاغير تتوزع هذه البنود كالتالي:- عدد خمسه بنود للدوله وخمسه بنود للشعب وتعتبر هذه البنود ثوابت وطنيه لا يجوز تعديلها ولا الأظافه اليها ولا الحذف منها ويجب فرض حفظها والالمام بها لدى كل فرد المتعلم والأمي ولا يمنح البطاقه الشخصيه إلا بموجب تحقق تلك الشروط التالي@ذكر نصوص البنود العشره@ عشره قوانين فقط لتفسيرها@ تحديد الجهات وايجاد تداخل بين بنود الدوله والشعب